هل يمكننا إستخدام الألعاب لعلاج الأطفال؟


هل يمكننا إستخدام الألعاب لعلاج الأطفال؟ عندما نسأل هذا السؤال لأنفسنا نشعر بأنه من الغريب إستخدام الألعاب بشكل إيجابي على الأطفال و نظل دائماً في حيرة شديدة كيف يمكن للألعاب التي تُستخدم فقط من أجل الترفيه و المتعة أن تستخدم لعلاج بعض المشاكل التي قد يتعرض إليها أطفالنا بشكل سحري

مقدمة

يُعد اللعب من الأنشطة الفطرية التي يقوم بها الطفل منذ ولادته، وتتنوع أشكاله و تتعدد لديهم، فمنها الجماعي ومنها الفردي و المرتب والعشوائي، وأياً كان نوع اللعب الذي يقوم به الطفل، فإنه يُوجِد لديه  الشعور بالفرحة والسعادة، بالإضافة إلى إسهامه في تكوين الجوانب الانفعالية والشعورية، والاجتماعية، والثقافية والجسمية. ويعتبر اللعب من الممارسات التي تُعطي أهدافاً علاجية وتشخيصية. وذلك بسبب قدرة اللعب على إيجاد تواصل بين الطفل وما يحيطه، بالإضافة إلى إتاحة الفرصة أمامه لكسب الخبرات، و اكتساب مواهب جديدة من خلال محاولات الاستكشاف، و التخيل و الاستطلاع، وحل المشاكل. ونظراً لما يتميز به اللعب من خصائص مبنية على التفاعل، فقد تم اللجوء إليه كأحد طرق العلاج مع الأطفال الذين يُعانون من مشكلات انفعالية، وسلوكية، واجتماعية، فأصبح من الأساليب الإكلينيكية الفعّالة للتعامل مع مشاكل الأطفال.

كيف يُستخدم اللعب في علاج الأطفال؟

يختار الأطفال في جلسات العلاج باللعب لعبهم الخاصة، وعندما يلعبون تظهر غالباً أفكارهم المخفية و المكبوتة، ويظهر المعالج اهتمامًا قوياً بطبيعة لعب الأطفال، فعندما يلاحظ الطبيب أن الطفل يعبر عن مشاعره، فيقوم بطرح أسئلة تقود الطفل إلى شرح وتوضيح ما يلعبه

وخلال جلسة العلاج بالألعاب، يلهو الطفل في غرفة يشعر فيها بالاطمئنان والراحة، ويسمح الطبيب للأطفال بتوجيه اللعب بأي أسلوب منطقي بالنسبة إليهم؛ الغرض من هذا العلاج هو تهيئة الطفل بالانفتاح عاطفياً، ولذلك يسمح الطبيب للطفل بتكوين الألعاب بنفسه أثناء الجلسات

و يقتصر دور الطبيب في مراقبة وتوجيه الطفل لاكتشاف مشاعره بطريقة بسيطة وداعمة في نفس الوقت، بلا خروج عن المألوف أو المبالغة في المشاعر و العواطف

 اللعب بالألعاب نشاط تعبيري فطري

حيث يُشار إلى لغة اللعب بالألعاب، فـ الأطفال يلجأون للعب بالألعاب للتعبير عن الأفكار والعواطف والانفعالات، فـ اللعب بالألعاب يأتي من حياة الأطفال الداخلية لـ يؤثر على عالمهم الخارجي. لذلك فإن الأطفال يستعملون اللعب ليعبروا عن مشاعرهم وخيالهم النفسي، ويعبرون أو يفصحون عن مشاكلهم وصراعاتهم الشعورية النفسية الداخلية و من هنا نبدأ في الوصول للإجابة عن سؤال هل يمكننا إستخدام الألعاب لعلاج الأطفال؟

اللعب بالألعاب يبني التواصل

من المهم أن يفهم الطبيب هذا التواصل لتنمية العلاقة العلاجية مع الأطفال. فـ يجب على المعالج أن يتجاوب مع الأطفال ويشرح لهم اللعبة ويساعدهم على الشعور بأن مشاعرهم مقبولة، فـ التعاطف من قبل الطبيب يُساعد على حل المشاكل النفسية، والإجتماعية، والشخصية.

دور اللعب بالألعاب في التطور الحركي للطفل

 فى مرحلة الحضانة يُفضل أن تكون الألعاب من النوع الذى يساعد على بناء العضلات، إيجاد التناسق، وتطوير القدرات الحركية بشكل عام. اللعب بالألعاب خارج المنزل يُفضل أن يكون من خلال التعرض لأشعة الشمس المفيدة الفعالة بأجسامهم، كما أنه يُزيد على اللعب الشعور بالمغامرة.

استخدام اللعب في التشخيص 

إنّ اللعب يُعد مؤشرا هاماً على حالة الصحة النفسية للأطفال، حيث يمكن تشخيص بعض من الخلل النفسي والعقلي والجسدي من خلال ملاحظة بعض سلوكيات اللعب لدى الأطفال، فقد يشعر الطفل الذي يعاني من اضطرابات معيّنة بالانزعاج خلال اللعب، و الشعور بالقلق والتوتر، وقد يعاني بعضهم حتى بنوبات من الهلع، فقد يعانون من ضيق التنفس وسرعة ضربات القلب وظهور تعرّق اليدين. وكثيراً ما تكون الأعراض الجسمانية والنفسية شائعة خلال اللعب، والتي يمكن من خلالها تشخيص الكثير من الأمراض، ففي اضطرابات القلق قد يعاني الطفل من الصداع أو ألام المعدة أو اضطرابات جسدية أخرى. وكثيراً ما يشعر الأطفال الذين يعانون من مشاكل القلق بالعجز وأحيانًا يمتلكون مخاوف كبيرة من أنّ عملية اللعب تسير بشكل خاطئ، وقد يتعرضون لصعوبة في اللعب، وقد يجنبون اللعب؛ لأنهم قلقين من أن شيئًا ما سيحدث هناك إذن ليس فقط يمكننا إستخدام الألعاب في العلاج و لكن في التشخيص أيضاً إذن الإجابة على سؤال هل يمكننا إستخدام الألعاب لعلاج الأطفال؟ الإجابة نعم بكل تأكيد